نص السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد أن أسأل فضيلة الشيخ: هل ممارسة العادة السرية عند الاضطرار حرام أم مكروه؟ وما دليل حرمانيتها. وما عقاب فاعلها؟ فقد سمعت الكثير عنها ولم أتوصل إلى جواب شافي، فمنهم من يقول أنها جائزة إلى أن ييسر الله الزواج ومنهم من يقول أنها مكروهة ومنهم من يقول أنها حرام فأرجو الإجابة على سؤالي؟ وجزاك الله خيرا
نص الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن حكم الاستمناء هو عدم الجواز، وذلك لقوله تعالى في وصف عباده المؤمنين الذي يستحقون الفلاح:قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ............ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ*إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ*فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ [المؤمنون:1-7].
وقد استدل العلماء بهذه الآية على تحريم ما يسمى بالعادة السرية أو الاستمناء، وقالوا: إن من فعل ذلك فقد فعل الاعتداء المذكور في الآية.
والنبي صلى الله عليه وسلم أرشد الشباب فقال لهم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء. رواه البخاري.
فعلم بهذا أن الاستمناء محرم وأنه ليس من وسائل تصريف الشهوة التي أرشدنا إليها القرآن والسنة، وذلك لحكمة أرادها الله سبحانه وتعالى. فقد علم الناس أن للاستمناء أضراراً كثيرة على الجسم، وعلى التفكير.
وفيما يخص وجود حديث صحيح في التحريم فإننا لم نطلع على أصل خاص له، ولكن تحريمه مستنبط من قوله تعالى: (فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ) [المؤمنون:7].
والله أعلم.